تربة الحسين "لا تمر بداءٍ إلا هضمته"... تعرّف على آثارها العجيبة في شفاء الأمراض
على الرغم من تظافر الروايات الشريفة في حرمة أكل الطين والتراب، إلا أن هناك خصوصية تنفرد بها تربة الإمام الحسين عليه السلام جاءت عبر أخبار أئمة أهل البيت عليهم السلام، وهي أن تربته الطاهرة، شفاء من كل داء، وأماناً من كل خوف.
ومن هذه الأخبار ما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام، منها قوله: "إن في طين الحائر الذي فيه الحسين عليه السلام شفاء من کل داء، وأمانا من کل خوف".
"اليسير من تربته كفيلة بالشفاء"
لكن جملة من هذه الروايات حددت مقداراً معيناً لتناول التربة بنية الاستشفاء، وهو ما يعرف بمقدار "حمصة"، إذ يقول الإمام الصادق عليه السلام: "إن الله تعالى خلق آدم من الطین، فحرم الطین على ولده، قال: قلت: فما تقول في طین قبر الحسین علیه السلام ؟ قال: حرم على الناس أکل لحومهم، ویحل لهم أکل لحومنا، ولكن الیسیر منه مثل الحمصة".
وتذكر الروايات أيضا جملة من الضوابط الخاصة بتناول التربة الحسينية، وادعية وأذكار محددة بهذا الشأن ومنها الأمور التالية:
أن تكون عارفاً بقدر الحسين
أولاً: أن يكون المتناول لها عارفاً بقدر الحسين عليه السلام، لكي يكون للتربة الحسينية الأثر المرجوّ منها، فقد رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «لو أنّ مريضاً عرف قدر أبي عبد الله عليه السلام، أخذ له من طين قبر الحسين عليه السلام مثل رأس الأنملة، كان له دواءً وشفاء".
مررها على سائر الجسد
ثانياً: تقبيلها ووضعها على العينين وإمرارها على سائر الجسد، فإنه روي عن زيد أبي أسامة قال: كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيّدنا الصادق عليه السلام، فأقبل علينا أبو عبد الله عليه السلام، فقال: «إنّ الله جعل تربة جدّيَ الحسين عليه السلام شفاءً من كلّ داء وأماناً من كلّ خوف، فإذا تناولها أحدكم فليقبّلْها ولْيضَعْها على عينيه، وليُمرَّها على سائر جسده". وهو ما ورد في الأمالي للشيخ الطوسي ص 318.
دعاء مأثور
ثالثاً: الدعاء بالمأثور، فإنّ الدعاء قبل تناول التربة الحسينية من قبيل الاستئذان في تناولها، فلقد ورد في الكافي الشريف (ج 4/ 589 ص ح 74) قراءة هذا الدعاء المأثور عند أخذها:
"بسم الله. اللّهمّ بحقّ هذه التربة الطاهرة، وبحقّ البقعة الطيّبة، وبحقّ الوصيّ الّذي تُواريه، وبحقّ جدّه وأبيه وأُمّه وأخيه، والملائكة الّذين يحفّون به والملائكة العُكوف على قبر وليّك ينتظرون نصره، صلّى الله عليهم أجمعين، إجعل لي فيه شفاءً مِن كلّ داء، وأماناً من كلّ خوف، وعزّاً من كلّ ذُلّ، وأوسع به علَيّ في رزقي، وأصِحَّ به جسمي".
وعن أبي جعفر الموصلي، أنّ أبا جعفر الباقر عليه السلام قال: "إذا اخذتَ طين قبر الحسين عليه السلام فقل: اللّهم بحقِّ هذه التربة، وبحقّ المَلَكِ الموكَّل بها، وبحقِّ المَلكِ الّذي كربَها، وبحقّ الوصيّ الّذي هو فيها، صلِّ على محمّدٍ وآل محمد، واجعلْ هذا الطينَ شفاءً لي مِن كلّ داء، وأماناً مِن كلّ خوف، كما ورد في كامل الزيارات لابن قولويه: 469 ح 716.
قراءة سورة القدر
رابعاً: قراءة سورة إنا أنزلناه، إذ بعد قراءة الدعاء على التربة الحسينية يضعها في شيء كالصندوق أو الخرقة الثمينة مثلاً ويشدّها، ثم يقرأ سورة القدر، إذ روي أنّ رجلاً سأل الإمام الصادق عليه السلام فقال: إني سمعتك تقول: إنّ تربة الحسين عليه السلام من الأدوية المفردة، وإنها لا تمرّ بداءٍ إلّا هضَمَته، فقال: "قد كان ذلك"، أو: "قد قلتُ ذلك، فما بالك؟"، فقال: إنّي تناولتها فما انتفعتُ بها، قال عليه السلام: "أما إنّ لها دعاءً، فمن تناولها ولم يَدْعُ به واستعملها لم يكد ينتفع بها"، فقال له: ما يقول إذا تناولها؟ قال: "تُقبّلها قبل كلّ شيء وتضعها على عينيك ..."، إلى أن قال له: "فإذا قلتَ ذلك فاشدُدْها في شيءٍ واقرأ عليها: ﴿إنّا أنزلناهُ في ليلةِ القَدْر﴾، فإنّ الدعاء الّذي تقدّم لأخذها هو الاستئذان عليها، واقرأ إنا أنزلناه ختمها".
اجرع من الماء جرعة
خامساً: شرب جرعة من الماء بعد تناولها والدعاء، فقد ورد في بعض الروايات شرب جرعة من الماء بعد تناول التربة الحسينية والدعاء بالمأثور، منها ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «واجرعْ من الماء جرعةً خلفه، وقل: اللّهم اجعَلْه رزقاً واسعاً، وعلماً نافعاً، وشفاءً من كلّ داء وسقم. فإن الله تعالى يدفع عنك بها كلّ ما تجد من السقم والهمّ والغم، إن شاء الله تعالى".